" ربة من حديد " - الملحدون التونسيون

اخر المواضيع

Home Top Ad

Post Top Ad

الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

" ربة من حديد "



بحثت عن " الله " الذي يتحدثون عنه في المساجد و دور العبادة  ، فوجدتها في المرآة ... في عيني السوداوين ... وجدتها انثى ترمقني بازدراء و تنظر الي من عل .. كانت شبقية الهوى ، متفردة عن النسق ، كبلوها باغلال القمع فرسمت على القيود اجنحة الحرية بدمها القاني ، كان اسودا ، قاتما كروحها ..
مشاكسة هي ربتي ، تستقبلها يمنة تعالجك يسرة ..
جريئة هي ربتي ، بالوشم المحفور على نهديها ، بشبقها و تأوهاتها في منتصف ليلة بعد كأس من النبيذ الاحمر ..
قوية هي ربتي ، ترتكز بقدمين من حديد على شفى حفرة من الحطام .. ضاحكة كبائعة هوى افقدها الخمر صوابها و قد صاحت :" هيا لنشرب نخب الكافرين !"..
هي آخر رشفة من كأس نبيذ ، آخر كلمة في بيت قصيد ، آخر لمحة لصورة حبيب ، آخر نشوة في مضاجعة تميت ..
متقلبة صائحة شاتمة راسمة على جسدها المليح حروفا من رماد ، في مجتمع ذائب في عهره الفكري طريح ..
عصيان متقد هي .. ثورة على الخاضعين ، صرخة في زمن السكون ، تفرد في عصر المتشابهين ، عهر في بلد العفاف ، كفر على ارض المؤمنين ..
تلك هي ربتي ، بنظرتها المتوقدة و عينيها الجامحتين اين يتؤجج اضطرام لهيبها ، لهيب روحها التي تصيح :" هل من مزيد ؟؟! " ..
ربتي انا ، و انا ربتي ، اتخذت نفسي ربة كي لا تكون المحاكاة قدرا و مصير .. كي تكون الحرية و الانفراد عن القطيع مأواي و ملجئي الاخير ..
تصرخ :" تمردي على قيودهم !" و قد اعدمت قلبي و اجهزت على روحي بكلمات قاطعة كالسكين ..
جميلة هي ربتي ، بنظرتها السادية التي ترديك راكعا عند قدميها ، مناجيا طالبا رضاها الا انها لا ترحم ..
هي الجحيم بعينه ، تحرق و لا تحترق .. هي باختصار الخطيئة الاولى .. هي التي وسوسوت في اذن حواء كي تقضم من " التفاحة المقدسة " .. هي ذاك البريق الذي ومض في عيني " ليليت "عندما تمردت على ارادة الاله و ازاحت الذكر من عرشه الوفير ..
بحثت عنها طويلا فوجدتها في المرآة .. فتشبثت فيها كالغريق الذي يبحث عن حبل نجاة ، كشيطان رجيم يبحث عن دليل يبرر به " كفره " و قد اتخذ الانسانية و الحب دينا ، دين لا يفقهه الكثيرون ..
بحثت عن معبودتي فوجدتها راقصة بفجور .. تدب على الارض بحركات تنحر دون شفقة .. آملة في تحرير جسدها من اصفاد العبودية و قمع الاسياد ..
بحثت " عني " فوجدتني ..
من يعبد " الله" فان الله قد مات منذ قرون ولت ... و من يعبد ذاته فهي حية لا تفنى ..
لا تفنى الا بفناءه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

"أنا وأنت ننتمي لعائلة أكبر من أي دين"