إقتباسات القرآن من الكتاب المقدس - الملحدون التونسيون

اخر المواضيع

Home Top Ad

Post Top Ad

الخميس، 11 يناير 2018

إقتباسات القرآن من الكتاب المقدس

قد يناقش القارئ أن التشابه لا يعني الاقتباس ضرورة أو أنه قد يكون دليل صحة لا دليل تكذيب، بيد ان نقاش ذلك ليس ما اربو اليه ولا هوما يحق لي الحكم فيه  وانما ارغب ان اشير الى الموضوع اشارة موضوعية بحتة  ثم  لكل ان  ينظر الى تلك التشابهات  فيؤولها كما يظهر له وكما يتبصر فيه.
والمقصود بالكتاب المقدس عهداه الجديد و القديم وانما استخدمت هذه الكلمة اذ كانت تسمية دارجة ، اما انه فلا قداسة لكتاب  عند من يفكر بعقل حر.

الجو العام في شبه الجزيرة
كما هو معلوم فقد ولدت وانتشرت النصرانية (نسبة الى الناصرة مكان ميلاد المسيح) خلال ست قرون قبل ظهور الدعوة الاسلامية ( التي بدأت حوالي 610م).
وكان اليهود قد استوطنوا الجزيرة العربية في ازمنة مختلفة  بعد الجلاء عن بابل على يد الآشوريين  ثم خراب اورشليم على يد الرومان
وقد  انتشرت المسيحية من الشرق الأوسط الى بقاع العالم القديم ومنه الجزيرة العربية بحكم قربها الجغرافي، وقد روى بعض المؤرخين  ان القديس متّى بنفسه اشرف على انتقال التبشير الى المناطق العربية.
   ومنذ القرون الأولى انتشرت المعتقدات النصرانية  في اليمن والشام ووصلت الى بعض القبائل في قلب الجزيرة العربية ،و كانت بنو تميم نصارى وغسان  وكان المناذرة في الشام على النصرانية وبنو  اياد في العراق و قسم من كندة وهم قبيلة امرؤ القيس .
وقال "اليعقوبي": "وأما من تنصر من أحياء العرب، فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزى، منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى، وورقة بن نوفل بن أسد. ومن بني تميم: بنو امرىء القيس بن زيد مناة، ومن ربيعة:بنو تغلب، ومن اليمن :طيء ومذحج وبهراء وسليح وتنوخ وغسان ولخم".
''قضاعة وغسان واياد لمجاورتهم اهل الشام وكان اكثرهم نصارى '' السيوطي.
وكانت الشام و اليمن زاخرة بالكنائس ودان اغلب ساكنيها بالمسيحية.
و''تواجد المسيحيون في مكة بدليل وجود مقبرة للمسيحيين خارج المدينة'' المقدسي 
و ''كان ملوك اليمن من المسيحين'' الثعالبي
وان  كانت بوادي العرب أيضا ملجئا للعديد من المهرطقين النصارى الهاربين من بطش السلطات الرسيمة والذين نادوا بمذاهب انكرتها الكنائس  حتى قال القديس ابيفانيوس ''ان بلاد العرب ممتازة ببدعها'' الا انه لم  يكن المسيحيون العرب مجرد معتنقين معزولين كما قد توحي به بعض الروايات بل انتظموا في هيئات كنسية رسمية فقد وجد في مجامع كنسية عديدة كمجمع القسطنطينية أسماء ـأساقفة موقعين مثل '' الحارث'' و ''عبد الله'' و ''وهب الله''

موسم الحج مناسبة للاثراء
وقد كانت مكة كمركز ديني وتجاري مقصد كل ذي غاية لدى العرب ولاسيما موسم الحج الذي ترافق مع احتفالات ثقافية  كسوق عكاظ الذي كانت تحميه هوازن  وسوق المجلة  الذي كانت تحميه كنانة وسوق ذي المجاز وكانت تحميه هذيل وكانت كلها تقام في مكة او على مقربة منها وعلى هوامش موسم الحج.
و كان ياتي القصاصون وهم اشخاص رحالة يطوفون المدن ويجلسون في الاسواق والساحات يقصون اخبار الملوك والاراضي التي زاروها ويتقاضون من المستمعين اجرا على ذلك.
كما كانت قوافل التجار تتوافد على مكة طلبا للزبائن من   الحجاج او من المقبلين على التظاهرات الثقافية العديدة.
ومن البديهي ان يجذب هذا المناخ كل ذي غاية تعبوية  وقد كان الرهبان  نشطين في هذا المجال وبالنتيجة فانه لم يكن غريبا على اهل مكة والعرب عموما أي من القصص التي يحكييها القصاصون أو يلقيها الوعاظ والدعاة  الرهبان النصارى او اليهود.
يجدر ان نضيف الى ما ذكر تذكيرا بان  اغلب جوار العرب كان ممالك مسيحية ان كان في الحبشة ومصر واليمن أو في الشام و انه كانت تربط القبائل العربية علاقات قوية في التجارة والتبادل الثقافي بتلك المناطق.
 الغاية من  هذه المقدمة أن أتفق و القارئ أن الانسان العربي لم يكن منعزلا عن العالم أو جاهلا بما يدور حوله ، فالجزيرة العربية ليست استراليا او جزر الهندوراس بل جزءا هاما تجاريا وجغرافيا من العالم القديم والشرق الاوسط الذي كان عاصمة الارض في القرون الاولى لميلاد المسيح.

أمثلة من الكتاب المقدس
 '' لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس، ما جئت لأنقض بل لأكمل'' متى  (مت 5: 17)
''من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني '' مت 10: 37
'مالم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال اعده الله للذين يحبونه'' رسالة كورنثوس الأولي- 2: 9
''واحضر الله كل حيوانات البرية وكل طيور السماء  لينظر ماذا يدعوها آدم فدعا بجميع اسماء البهائم'' 
'' انه لخير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم'' متّى 5 .37-27:
''متى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما فعلت يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء" اصحاح 6،متى
"متى صليت لا تكن كالمرائين فانهم يحبون ان يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع' اصحاح6،متى
'' من اجل هدا اكلمكم بالأمثال'' مت 13: 13 وقد اورد فيه مثل العمل في الكرم ومثل المزارعين الاشرار و مثل وليمة الملك وغيره
''بارك الله اليوم السابع '' تكوين  2: 3      ''ونام آدم فخلق الرب حواء من ضلعه''  التكوين
ولا يسع المجال لسرد نصوص فيها تطابق في قصص كثيرة كقصض موسى وابراهيم ولوط أو التشابه الكبير في قصة عيسى وغيره .

خاتمة
عكس ما يوحي به البعض  لم يكن العرب قوما جهلة ولم يكن محمد بن عبد الله في معزل عن الحركة العالمية التي تمر بالتجارة او بالتبشير  عبر  الجزيرة العربية ويبدو بعيدا جدا انه لم تصل الى مسامعه-وهو الذي عاش ليبلغ الاربعين من عمره قبل بدء الدعوة-  قصصٌ السابقين ويبقى السؤال الذي لن نجيب عنه هو هل اقتبس مُنشؤ الديانة الاسلامية نفسُه او الرواة الذين اتوا بعده شيئا من الوسط المحيط  ام ان التشابه لا يعدو  كونه دليلا على  وحدة المصدر .
الاجابة على هذا السؤال تخرج عن نطاق البحث الموضوعي وتدخل في اطار الاختيارات الذاتية للقارئ الكريم.

________________

المراجع:
النصرانية وآدابها  بين عرب الجاهلية، الأب لويس شيخو.
المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ج8،جواد  علي.
المسيحية العربية وتطوراتها، سلوى بالحاج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

"أنا وأنت ننتمي لعائلة أكبر من أي دين"