غروب الشمس في عين حمئة - الملحدون التونسيون

اخر المواضيع

Home Top Ad

Post Top Ad

الثلاثاء، 6 فبراير 2018

غروب الشمس في عين حمئة

عين حمئة تلك التي غرق فيها الإسلام بنبيه وقرأنه وكافة علمائه ، إنها القشة التي قصمت ظهر البعير ،  تلك الفضيحة العلمية المذكورة في الآية رقم 86 من سورة الكهف ، التي حاول علماء الإسلام الخروج منها بكافة الوسائل ، ولكن كافة قمصان النجاة التي ارتدوها وخصوصا تلك المصنوعة من المجاز أو من البحر المحيط لم تنقذهم من الغرق ، كما أن طوق النجاة الذي القوه لنبيهم لإنقاذه من هذه الفضيحة العلمية ، لم يفلح في إنقاذه ولن يفلح أبداً .
كثيرون تركوا هذا الدين وغادروه وتحرروا من خرافاته المحمدية الساذجة بسبب هذه الآية ، التي إستدلوا بها على أن محمدا لم ولا يمكن أن يكون نبياً صادقاً ينقل عن إله خالق لهذا الكون ويعرف أن شمسه التي خلقها لا تغرب ابداً لا في عين حمئة ولا في البحر المحيط الذي أحاط بعقول المسلمين وحشر فيها الخرافات المثيرة للسخرية .
وأنا أقول لكل باحث عن الحق والحقيقة ، لو أمعنت النظر جيداً وقرأت هذا البحث بحياد وموضوعية وعقلانية فأن القرار الذي ستتخذه بعد قراءة هذا البحث هو التحرر من الخرافات الاسلامية .
مع العلم أنني لا أقصد أبداً من وراء هذا البحث مهاجمة شخص أو دين أو طائفة ، بل المقصود فقط هو إظهار الحق وكشف الحقيقة ومساعدة الباحثين عنها ، وإختصار الطريق الى الحق لمن اراد الوصول اليه ، وليعلم كل باحث عن الحق أنه لا يمكن أن يصل إلى الحق إلا بعد أن يتخلص من الباطل أولا ، فلابد من التحرر من الباطل للولوج إلى الحق ، ولذلك إن اردت أن تعرف حقيقة محمد فلابد أن تضع نفسك في موضع حياد أولاً ( ليس ضده وليس معه ) ثم إبحث جيداً في كل النصوص التي أتى بها وسوف تجد الحق واضحاً ظاهراً بيناً وستعرف  أن محمداً لم يكن رسولاً من عند أحد غير الوهم .
فالله  الذي يعرف ما خلق لا يمكن أن يقول أن الشمس تغرب في عين حمئة ، كما أن محاولة العلماء الهروب من هذه الآية الكارثية بلي عنقها والتلاعب في تفسيرها للخروج من مأزقها  لن يجدي ابداً ولن ينفع ولن يساعد اولئك العلماء في الفرار من الحقيقة .
فعلماء الإسلام يمارسون التدليس وخداع متابعيهم الذين يثقون بهم بقلب الحقائق وجعل العين التي تغرب فيها الشمس بحراً ليسهل رؤية الشمس تغرب في ذلك البحر نظراً لإستحالة رؤيتها تغرب في عين ، والفرق كبير جداً بين البحر والعين كما سنرى ، ثم بعد ذلك  يبدلون كلمة ( وجدها ) بكلمة ( رأى ) ويجعلون من ذي القرنين شخصاً ابلهاً يعتقد أن الشمس تغرب في ذلك البحر الوهمي الذي أتوا به بديلاً عن تلك العين الكارثية هروباً منها ومن ورطتها الفاضحة ، كما انهم لجأوا إلى العقل لتفسير هذه الآية ونحو النقل جانباً ، وتجاوزوا النص القرأني والنص المؤكد الوارد في أحاديث رسولهم المزعوم ، وإنسلخوا من تلك القواعد التي أمروا غيرهم بإتباعها وأشهر تلك القواعد قاعدة ( لا إجتهاد مع النص ) كما سنرى .


فالآية رقم 86 من سورة الكهف تقول : حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً
وطبعاً اختلف المفسرون كثيراً في صفة العين هل هي حامية بمعنى حارة ، أم هي حمئة بمعنى ممتزجة بالطين ، وإختلافهم كان بإختلاف القراءة كما أن الأحاديث المحمدية تتحدث عن عين حامية ، وإن كان لا يهمنا كثيراً هذا الإختلاف فكونها حمئة أم حامية لن يغير من الأمر شئ ، لكنني أقول لإولئك العلماء الأفضل أن تعتبر بالقراءة، والقراءة هنا تقول حمئة وليس حامية وبناء على ذلك سنتعامل معها وفقا للقراءة .
أما عن التفسير والمعنى والمقصود فإننا سنلتزم بأهم قاعدة في التفسير على الاطلاق وهي ، أن القرأن يفسر نفسه أولاً ، ثم يفسره محمد ثانياً ، ثم الصحابة ، فالتابعون ، فالعلماء ، وإذا القرأن فسر نفسه ، أو فسره محمد ، فلا يؤخذ أي تفسير آخر ، بل ولا يجوز الإجتهاد أصلاً بعد ذلك  .
والكلمة التي تعنينا في هذه الآية هي قوله ( وجدها تغرب في عين حمئة ) ، فأول ما فعله علماء الاسلام هو قلب كلمة وجد الى كلمة رأى ، وقالو وجدها تعني رأها ، وهذا تدليس وخداع وكذب عار ، فكلمة وجد لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بكلمة رأى ، ولتوضيح ذلك بشكل واضح وحاسم نقول أن الأعمي يجد الشئ ولا يراه ، أيضا حين تكون مغمض العينين وتلتمس مفاتيح السيارة مثلا فتمسك بها فعندئذ تقول وجدتها ، ولكنك لم ترها ، أيضا حين تقول أن الله موجود فهل معنى ذلك أنك رأيت الله ، وهل معنى ذلك أن تلك المقولة مجازية وأن وجود الله غير حقيقي ، ليس ذلك فحسب بل أن الآية تكمل وتقول : وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً ، فلماذا يجعلون كلمة وجد الأولى مجازية ويبدلونها بكلمة رأى ، ويتركون وجد الثانية على حالها ؟ فلماذا لا يكون رأى قوماً لا وجود لهم في الحقيقة كرؤيته للشمس ؟
فكلمة وجد تعنى وجود حقيقي وليس مجرد رؤى وتوهمات .
وأنظر إلى الأمثلة الكثيرة التي ذكرها محمد في القرأن
  فقوله مثلا ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) هل كانت مجازاً ؟ وقوله ( وَوَجَدَكَ عَائلًا فَأَغْنَى ) هل كانت مجازاً ؟ وقوله ( إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) هل كانت مجازاً ؟ وقوله ( فَاقْتُلُو الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) هل كانت مجازاً ؟ وقوله كلما دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ) هل كانت مجازاً ؟ وقوله وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَا فَوَجَدْنَاهَا مُلِئتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ) هل كانت مجازاً و قوله في سورة الكهف نفسها ( فَانْطَلَقَا حتى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعما أَهْلَهَا فَأَبَو أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شئت لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ) كذلك في سورة الكهف قوله (وَوَجَدُو مَا عملو حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) كذلك في سورة الكهف قوله ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) وقوله (حتى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ على قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ) فلماذا لا تكون الكلمة هنا مجازاً أيضاً ؟
أما كلمة وجد في الأحاديث المحمدية فلا حصر لها ، وكذلك في الشعر العربي ، وكلها تعني وجد وليس رأى كما يحاول علماء  الإسلام التدليس والتنصل من المعنى الحقيقي لها .
لكن هؤلاء المدلسون يكفيهم السؤال القاصم لظهورهم ، الكاشف لحقيقتهم ، المظهر لعورتهم وهو : إذا كانت كلمة وجدها تعنيرأها ، فلماذا لم يقل كاتب القرأن رآها بدل وجدها ، ألا يعد ذلك عجزاً لغوياً فاضحاً منه ؟ .
أما الكلمة الثانية في الجملة محل البحث فهي تغرب ولا خلاف فيها وأمرها محسوم فنتجاوزها .
أما الكلمة الثالثة فهي كلمة عين وهي مربط الفرس التي يحاول علماء  الإسلام الإلتفاف عليها وتحويلها إلى بحر حتى يسهل رؤية الشمس وهي تغرب في ذلك البحر ، فمثلاً يقول بن كثير في تفسيره : ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) أي: رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط .
وطبعاً بن كثير أتى بالبحر من محض خياله لأن الآية لا يوجد فيها بحر محيط ولا غير محيط فالآية واضحة جداً وضوح الشمس التي لا تغرب في عين حمئة .
ولنتعرف على كلمة عين أكثر فسنجدها مستخدمة في أماكن أخرى كثيرة في القرأن فمثلا قوله : وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وأنظر إلى كلمة إنبجست لتعرف حجم العين الحقيقي  وكذلك قوله : وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ، فهل قام موسى بتفجير إثنى عشر بحراً محيطاً ؟وكذلك قوله : فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ وكذلك قوله : فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ، فهل يصح أن نقول فيها بحران محيطان نضاخان ؟وكذلك قوله : عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا وكذلك قوله : عينًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ، وكذلك قوله : وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ، وكذلك قوله : أَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُون ، فهل يصح أن يقول أخرجناهم من جنات وبحار محيطة ؟ وكذلك قوله : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وكذلك قوله :وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ .
فهذا القرأن نفسه الذي ألفه محمد يشهد ضد بن كثير ويرفض كلامه وتفسيره رفضاً قاطعاً ، ويجبره على الغروب في العين الحمئة ، فهو لا يتكلم عن بحر أبداً ولا يعني بحراً ولو أراد أن يقول رأها تغرب في البحر المحيط فما الذي يمنعه أن يقول ذلك ؟ إلا ان يكون عنده مشكلة كبيرة في البلاغة وعجزاً فاضحاً عن التعبير بشكل سليم . وإنما ذكرت هذه الآيات ليعرف منها البعض مقصود القرأن من ذكره لكلمة عين وتضييق الخناق على الهاربين الفارين من الحقيقة والإستدلال عليهم بالقرأن نفسه ، وإلا فنحن لسنا بحاجة أبداً لهذه الآيات لنتعرف منها على صفة العين ، فعيون المياه موجودة في أماكن كثيرة حتى اليوم ومعروفة ولا تحتاج إلى كثير عناء ولا بحث للتعرف عليها ، ولاعلاقة للبحر المحيط ولا غيره من البحار بالعيون ، فالعيون مختلفة إختلافاً كلياً وتاماً عن البحار ، كما لا يوجد عاقل ولا حتى مجنون على ظهر الارض يجد أو يظن أو يرى الشمس تغرب في عين من عيون الأرض فما بالك بملك يتحدث عنه القرأن كعظيم  .
فلا تنخدع أيها الباحث عن الحقيقة ولا تنجر وراء تدليس المدلسين أو كذب الكاذبين أو خداع المخادعين أو أوهام الموهومين أو حتى جهل الجاهلين ليلبسوا عليك وينقلونك من العين إلى البحر وكلمة يجد بكلمة يرى ، فأنهم بذلك يضعون أنفسهم مع قرأنهم ومحمدهم في ورطة أكبر وهي عدم القدرة حتى على البلاغة التي يتفاخرون بها ، لأنهم بذلك يقولون أن القرأن كان يريد أن يقول ( رأها تغرب في البحر المحيط ) فقال عوضا عن ذلك ( وجدها تغرب في عين حمئة ) وهذا عجز تعبيري ولغوي ومنطقي فاضح جداً فشتان بين رأها ووجدها وبين البحر المحيط والعين الحمئة .
إنها كارثة علمية ومنطقية إسلامية لا مثيل لها وسقطة محمدية فاضحة جداً ، ولن يستطيع علماء  الإسلام الخروج منها ابداً مهما حاولوا يائسين ، وستظل هذه الآية ، آية لكل من أراد معرفة الحقيقة ، وستظل هذه الآية آية لكل من أراد التحرر من القيود المحمدية التي لم تزرع في عقول المقيدين بها سوى الخرافات وإنتظار الوهم المتمثل في المهدي المنتظر والمسيح الدجال والدابة التي تكلم الناس .....الخ ، كما أن تلك القيود جعلت الأمة المحمدية في قاع التخلف في العالم ولا أمل إطلاقا في خروجها إلا بالتحرر من الخرافات المحمدية والخروج من عينه الحمئة المليئة بالطين العفن النتن كما يقول بن عباس .
والكلمة الاخيرة في الجملة التي نحن بصددها هي ( حمئة ) وهي صفة للعين ، ولمعرفة معنى حمئة نجد في لسان العرب قوله :
الحَمْأَةُ والحَمَأُ: الطين الأَسود المُنتن؛ وفي التنزيل: من حَمَإٍ مسنون، وقيل حَمَأٌ: اسم لجمع حَمْأَةٍ كَحَلَق اسم جمع حَلْقة؛
وفي كتاب العباب الزاهر قوله : والحَمأَةُ والحَمَأُ: الطِّينُ الأسوَدُ،
وفي القاموس المحيط قوله : الحَمْأَةُ: الطِّينُ الأسْوَدُ المُنْتِنُ،
ولقد ذكر الحمأ في القرأن فمثلا قوله : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ، وكذلك قوله ، وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ، وكذلك قوله :   قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ، .
فالحمأ المسنون كما هو واضح تماماً هو الطين المنتن .
والآن اعتقد أنه أصبح من الواضح جداً أن المقصود أن الشمس تغرب في عين من الطين المنتن ، وهذا الكلام موجود في كتب التفسير ويقول به الأوائل من مفسري القرأن الذين لم يتطفنوا للكارثة العلمية للآية ( لجهلهم بالفلك ) كما تفطن العلماء المتأخرون فحاولوا الإلتفاف على المعنى وقلب الكلمات للخروج من المأزق .
يقول الطبري في تفسيره :
حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا ابن أبـي عديّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبـاس وَجَدَها تَغْرُبُ فـي عَيْنٍ حَمِئَةٍ   قال: فـيطين أسود.


حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا عبد الأعلـى، قال: ثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، أنه كان يقرأ فـي عَيْنٍ حَمِئَةٍ   قال: ذات حمأة.


حدثنا الـحسين بن الـجنـيد، قال: ثنا سعيد بن مسلـمة، قال: ثنا إسماعيـل بن عُلَـية، عن عثمان بن حاضر، قال: سمعت عبد الله بن عبـاس يقول: قرأ معاوية هذه الآية، فقال: «عَيْن حامِيَة» فقال ابن عبـاس: إنها عين حمئة، قال: فجعلا كعبـاً بـينهما، قال: فأرسلا إلـى كعب الأحبـار، فسألاه، فقال كعب: أما الشمس فإنها تغيب فـي ثأط، فكانت علـى ما قال ابن عبـاس، والثأط: الطين.


حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنـي نافع بن أبـي نعيـم، قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عبـاس يقول فِـي عَيْنِ حَمِئَة   ثم فسرها: ذات حمأة، قال نافع: وسئل عنها كعب، فقال: أنتـم أعلـم بـالقرآن منـي، ولكنـي أجدها فـي الكتاب تغيب فـي طينة سوداء.


حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس وَجَدَها تَغْرُبُ فـي عَيْنٍ حَمِئَةٍ   قال: هي الـحمأة.


حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فِـي عَيْنِ حَمِئَة   قال: ثأط.
  
قال: وأخبرنـي عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبـي ربـاح، عن ابن عبـاس، قال: قرأت فِـي عَيْنٍ حَمِئَةٍ   وقرأ عمرو بن العاص فِـي عَيْنٍ حامِيَةٍ فأرسلنا إلـى كعب، فقال: إنها تغرب فـي حمأة طينة سوداء.


حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة تَغْرُبُ فـي عَيْنٍ حَمِئَةٍ   والـحمئة: الـحمأة السوداء.


حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، قال: سمعت سعيد بن جبـير، قال: كان ابن عبـاس يقرأ هذا الـحرف فـي عَيْنٍ حَمِئَةٍ   ويقول: حمأة سوداء تغرب فـيها الشمس.


وقال آخرون: بل هي تغيب فـي عين حارّة


ويقول الرازي :  واتفق أن ابن عباس كان عند معاوية فقرأ معاوية حامية بألف فقال ابن عباس حمئة، فقال معاوية لعبد الله بن عمر كيف تقرأ؟ قال: كما يقرأ أمير المؤمنين، ثم وجه إلى كعب الأحبار كيف تجد الشمس تغرب؟ قال: في ماء وطين كذلك نجده في التوراة، والحمئة ما فيه ماء، وحمأة سوداء، واعلم أنه لا تنافي بين الحمئة والحامية، فجائز أن تكون العين جامعة للوصفين جميعاً.
وطبعاً هذه القصة المذكورة عن بن عباس وعن كعب ذكرها القرطبي وبن كثير والطبري والرازي وأغلب علماء التفسير إن لم يكن كلهم ، والغريب قول كعب الاحبار أنها في التوراة تغرب في طين فليس في التوراة أي ذكر لهذه القصة وهذا يدل على أن كتبا أخرى منحولة كانت تتداول في ذلك الوقت ومنها عرف محمد كما كعب الأحبار أن الشمس تغرب في عين حمئة ، وهذه القصة مع روايات كثيرة جداً تدل على أن بن عباس كان يعتقد أن الشمس تغرب في عين من طين أسود منتن ، وبن عباس هو المفسر الأهم للقرأن المحمدي كما أنه عاصر محمداً ويعرف ما كان يقصده محمد أكثر من غيره .
ويقول القرطبي وغير واحد من المفسرين :
قال ابن عباس: أقرأنيها أبي كما أقرأه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}، وقال معاوية: هي {حامية} فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: فأنا مع أمير المؤمنين، فجعلوا كعبا بينهم حكما وقالوا: يا كعب كيف تجد هذا في التوراة؟ فقال: أجدها تغرب في عين سوداء، فوافق ابن عباس.
فهل بعد كلام القرأن نفسه ومحمد وهؤلاء الصحابة والعلماء إجتهاد من علماء العصور المتأخرة ؟
ليس ذلك فحسب بل أن بن عباس يذكر في قصة مفصلة عن الشمس يذكر فيها أن الشمس تغرب في 180 عين حمئة ، وطبعا الشمس تفعل ذلك ذهابا وايابا فتكمل 360 عملية وهي عدد الدرجات الفلكية المعروفة قديماً ، أي أن الشمس كل يوم تغرب في عين مختلفة عن العين التي غربت فيها في اليوم السابق ، فهل يقول عاقل أنها تغرب في 180 بحراً محيطاً ! أم يظن بن كثير وغيره ممن اكتشفوا الورطة القرأنية أنهم سيفهمون القرأن أفضل مما فهمه بن عباس والمفسرون الاوائل !
 ومن أراد الإطلاع على الرواية التفصيلية لابن عباس عن غروب الشمس في 180 عين حمئة فليعود الى الموضوع التاليالشمس تغرب في 180 عين حمئة


أيضاً تنقل كتب التفسير أبياتاً ينسبونها لتبع اليماني يقول فيها :
قد كان ذو القرنين قبلي مسلما *** ملكا تدين له الملوك وتسجد
بلغ المغارب والمشارق يبتغي *** أسباب أمر من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها *** في عين ذي خلب وثأط حرمد
الخلب: الطين. والثأط: الحمأة. والحرمد: الأسود.
علماً بأن تبع اليماني كان سابقاً لعصر محمد وشعره سابقاً لقرأن محمد !
ومحمد نفسه  يؤكد تأكيداً قاطعاً بأن الشمس تغرب في عين حمئة فيقول : عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة ، وذلك عند غروب الشمس فقال لي : يا أبا ذر هل تدرى أين تغيب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غبت الذهبي وحسنه
ولكن محمد نفسه يتخبط بين العين الحمئة والعين الحامية ، والسبب أنه لم يكن هو نفسه متأكداً مما نقل من المخطوطات السابقة فمثلاً يقول في حديث آخر :
عن أبي ذر قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر لربها عز وجل ساجدة تحت العرش فإذا حان خروجها أذن الله لها فتخرج فتطلع فإذا أراد أن يطلعها حيث تغرب حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غبت فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها صحيح ذكره الالباني في السلسلة الصحيحة
ويقول محمد في الحديث الصحيح المتفق عليه ومذكور في البخاري ومسلم :
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، قال : يا أبا ذر ! أتدري أين تغرب الشمس ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها وتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها حتى تستشفع ، فإذا طال عليها قيل لها : اطلعي مكانك ، فذلك قوله تعالى : ? والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ? متفق عليه ، البخاري ومسلم وجمع من المحدثين
والأحاديث كثيرة في هذا الباب كلها تؤكد تأكيداً لا شك ولا ريب فيه أن الشمس تغرب في عين حمئة ثم تواصل رحلتها من تلك العين حتى تصل الى السماء السابعة وهناك تسجد تحت العرش حتى الصباح ، ثم في الصباح تطلب الإذن من الله للشروق مرة ثانية فيعطيها الله الإذن لتخرج مرة ثانية ، وهكذا كل يوم  تقول الشمس لله ( اللهم إئذن لي بالطلوع ) فيقول لها (إطلعي ) فتكرر الشمس هذا الطلب 365 مرة في السنة ، إلى أن ياتي يوم القيامة فتطلب الإذن فيرفض الله إعطاءها الإذن بالطلوع فعندها تطلع من الغرب .
فهذا هو المفهوم المحمدي لغروب الشمس وشروقها ، وهذا ما يؤكده القرأن ثم الأحاديث الصحيحة ثم تفسير بن عباس واوائل المفسرين ، فلا مجال للهروب من هذه الحقيقة ، ولا مجال للإجتهاد بعد هذا التأكيد القاطع من الكتاب والسنة ، وعيب على علماء الإسلام أن يتركوا كتاب ربهم ، وسنة نبيهم ، ثم يلجأون للعقل والمنطق والعلم الحديث ، ثم يحاولون جهدهم أن يلائموا الآيات والآحاديث مع إكتشافات العلم الحديث ، ومهما حاولوا  ذلك فلن يستطيعو أبداً ، لأنهم سيصطدمون بما جاء صريحاً واضحاً في قرأنهم وفي أحاديث رسولهم ، والقاعدة عندهم تقول ( إذا وجد النص بطل الإجتهاد ) فلا إجتهاد مع النص ، فما بالك ولدينا نصوص كثيرة وليس نصاً واحداً ، وتلك النصوص موجودة في الكتاب وفي الأحاديث الصحيحة ، لذلك فلا مجال أبداً للإجتهاد فالأمر محسوم بالنصوص الصحيحة الواضحة التي لا تحتاج لتفسير .
فعلى هولاء العلماء المدلسين ، وعلى جميع المسلمين ، إما الإيمان بالإكتشافات المحمدية ، وبالنظرية المحمدية لغروب الشمس في عين الطين المنتن ، والدفاع عنها ، أو الإعتراف بالحق والحقيقة التي لا مفر منها بكون هذه النظرية المحمدية كارثة علمية وفلكية ومنطقية وورطة محمدية مثيرة للسخرية ، وكاشفة لحقيقة محمد وتأليفه للقرأن .
والحقيقة القرأنية الثابتة الواضحة الظاهرة التي يهرب منها علماء الإسلام ، هي أن الشمس تغرب في عين وليس بحر ولا نهر ولا بحيرة ولا مستنقع ولا حتى نبع ، إنها تغرب في عين ولا شيء آخر غير العين ، فلا يأتينا احد الجهلاء بصورة الشمس مع البحر ولا مع النهر ولا حتى مع البحيرة ، ليخدعنا بها كما يخدع البسطاء والجهلاء وغيرهم ممن عندهم إستعداد للإنخداع .
ومن أراد أن يعرف حجم العين فليرجع للقرأن نفسه وسوف يعرف ذلك من خلال الإثنتي عشرة عينا التي إنبجست لموسى .
وقد ذكرنا في بحوث سابقة أن مصدر هذه الخرافة  كتاب سرياني يسرد قصة الإسكندر الأكبر الإسطورية ويذكر أنه ذهب لمغرب الشمس ورأى الشمس تدخل في نافذة السماء لتذهب عند الرب وهو ما يتوافق تماماً مع الحديث المحمدي الصحيح ، كما أن الكتاب ذكر أيضاً رحلة الإسكندر الأكبر إلى مطلع الشمس ووجد قوماً تشرق عليهم الشمس دون حائل يسترهم عنها ، ثم ذكر قصة الإسكندر مع جوج وماجوج وبنائه  للسد وذكر حتى النحاس الذي ذكره القرأن ، وكاتب هذا الكتاب رجل منتحل يسمونه (pseudo callisthenes  ) وطالما أن هذا الرجل المنتحل هو مؤلف القصة التي ذكرها محمد بحذافيرها ، يحق له محاكمة محمد بسرقة الملكية الفكرية ، ومن حظ محمد العاثر أنه أخذ عن رجل منتحل وليس عن كاتب معتبر .


  الخلاصة


1.    أن القرأن يؤكد أن الشمس تغرب في عين حمئة


2.    والأحاديث الصحيحة تؤكد تماماً غروب الشمس في عين حمئة


3.    بن عباس الذي عاصر محمد وتعلم منه يؤكد أن الشمس تغرب في عين حمئة


4.    أن كلمة عين لا تعني بحرا والفرق كبير جداً بين البحر والعين


5.    أن كلمة وجدها لا تعني كلمة رأها


6.    من أراد الدفاع عن هذه الخرافة فلا يحدثنا لا عن البحار ولا عن المحيطات ولا عن البحيرات ولا عن الأنهار ولا عن المستنقع وليجعل حديثه حصراً على العين .


7.    من أراد الدفاع عن هذه الخرافة فلا يخلط بين كلمة وجدها ورآها .


8.    من أراد الدفاع عن هذه الخرافة فليفسر لنا وجودها في كتاب ( إسطورة الإسكندر الأكبر )


9.    لماذا يعتمد المسلمون النظريات الحديثة ويتجاهلون نظرية العين الحمئة ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

"أنا وأنت ننتمي لعائلة أكبر من أي دين"